عندما كانت قابعة على كرسيها الجلدي خلف مكتب خشبي قديم في زاوية بين جدران بيضاء اللون تعكرها الاتربة , ويحيط بالجدران بعض ( الدواليب ) الزجاجية لعرض بعض ادوات مستحضرات التجميل وتشاهد امامها المارة يميناً يسارا بالشارع من خلال الباب الزجاجي الفاصل بينها وبينهم , تسقط عيناها ناظرة ورقة معلقة ومؤرخة بالشهر العربي والميلادي ومواعيد الصلاة لتركز عيناها على التاريخ الميلادي ويعود ذهنها للماضي في نفس التاريخ منذ اثنى عشرة شهرا ; لتتذكر اول مرة اتت الي هذا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ولماذا تقدمت للعمل في مجال معارض لطموحها واحلامها وانه في ذات الوقت يوافق اليوم الذي يسبق تركها للعمل في هذا العام الذي هي فيه الان.
وبينما هي مستغرقة في ذكرياتها تفاجأ بصوت غير معتاد صادر من هاتفها الجوال فنتظر لاسم المتصل الظاهر على الشاشة تسترجع ذاكرتها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]هذه الفتاة التي لطالما كانت رفيقة دربها وصديقتها منذ الطفولة وجمعتهما الذكريات العائلية الحميمة فترد مبتسمة:
السلام عليكم يا نورا كيف حالك
فترد نورا بصوت مرح يختلطه الغموض : اهلا اهلا بالجميلة المختفية عن الجميع.
فترد بمزاح : هل انا التي اختفيت ام انتي يا فتاة الغموض الساحر؟!!
تشاطرها نورا المزاح وتقول : فهل تطلقي عليا الشائعات !!! انا فتاة الغموض الساحر ؟؟ام انتي التي سحرتي كل من رآكي!!
فترد ضاحكة : وليكن فهذا السحر بم اني جميلة وانتي تعرفين ان الاسم على مسمى ,ولكن لنأتي للغموض فمكالمتك عجيبة فلستِ معتادة على ذلك.
فتخبرها نورا بصوت اقل ارتفاعاً : امي بجانبي لا استطيع ان اخبرك الان.
فتقول جميلة : خالتي العزيزة بجانبك ارسلي اليها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ولكن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الامر؟؟ فبدأتي تثيري فضولي يا فتاة!!
فتخبرها نورا بجدية :الامر ليس هيناً وجاداً ولكن يجب ان اراكي وفي اقرب وقت.
فترد جميلة بقلق :اهناك امر حدث لخالتي او والدك او اخوتك؟؟
فتبادر نورا بقولها:لالالا اطمئني فالجميع بخير ولكن امي ستقوم بزيارتكم غداً فما
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سآتي اليكِ معها.
جميلة: جيد جدا حتى استطيع ان افهم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لديكِ الم اخبرك انكِ فتاة الغموض الساحر فلن انم ليلتي حائرة من مكالمتك هذه.
نورا: لالالا نامي جيدا كي تستطيعين استيعاب ما سأقصه عليكِ غدا ,وحافظي على عملك فلا تتركين خالك يطردك.
فضحكت جميلة ساخرة: بل غدا سيكون الاخير في عملي وبعدها سابدأ رحلتي الجديدة.
نورا : اتمزحين.
جميلة : لا بل اتحدث بجدية غدا يوم الافراج من العمل.
نورا : اصبحت انتي الاخرى تثيري فضولي!!
جميلة بصوت مرح : غدا سأخبرك انا الاخرى بالكثير ولكن بعد ما انصت لما لديكِ.
نورا : اذن ميعادنا غداً استودعك الله.
جميلة: مع السلامة وسلامي للعائلة.
وبعد انهاء المكالمة وضعت هاتفها في حقيبتها السوداء التي تقارب لون عيناها اللامعتان بالفضول عن الحديث الغامض, والانباء التي تخفيها عنها نورا ابنة خالتها وتمر الافكار مراودة لها عن الاسباب التي تجعل نورا تحدثها على الهاتف الخاص وتخفض من صوتها اثناء حوارهن لكي لا تنصت اليها خالتها ; فهذه الاشياء زادت من قلق جميلة واثناء حديث عقلها الذي لا يمل الحوار معها وجدت امامها سيدة شابة في العقد الثالت من عمرها تلقي عليها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]; فهبت واقفة مرحبة بها ومتسائلة عن شئ محدد تريده فاحتارت السيدة ودارت بيعناها ارجاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حائرة بين المعروضات , وعندما تحيرت السيدة تأففت جميلة بداخلها وقالت لنفسها هل انتي منهن يبدو عليكِ ستقطعين افكاري لوقت طويل ,وظننتك تعرفين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تريدين وتحددي مقصدك وها انا يجب ان اتخلص من هذا الموقف وانطلقت متسائلة:
ما هي الشركة التي تفضلين استخدامها في ادوات تجميلك؟ وماذا تريدين بالتحديد من انواع التجميل؟
السيدة: حقيقة ليس لي علم بافضل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]للعطور فهل تساعدينني؟
فتصرخ جميلة بداخلها غبية انتِ فلم لا تسألين من بادئ الامر وتشتتي افكاري.
جميلة : بالتأكيد يسعدني ذلك,اذن لنر ولكن ما هو الحد الاقصى الذي تودين الشراء به حتى نستطيع ان نحدد النوع المتناول لامكانياتك؟
السيدة: لا يتعدى المائة جنيهاً.
تنفست جميلة الصعداء وقامت بعملها على اكمل وجه وبعد اختيار السيدة لعطر اختارته السيدة شكرتها وعند خروجها من الباب الزجاجي اطلقت جميلة زفرة وحمدت الله على تخلصها من هذه السيدة بدون خسارة وعادت الي حيرتها سابقا, وجلست تخمن ربما تحتاجها نورا لسؤالها عن تجربة حب تمر بها او
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ما لا تريد والدتها ان تعلم بها لذلك لم تحمل هما وتركت الامر برمته لليوم التالي; وعادت لذكرياتها من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لتتذكر اتصال خالها بها طالبا اياها معاونتها له في العمل وذلك في فترة الراحة له حتى لا يغلق ابواب هذا المكان.
فوافقت خاصة انها كانت تسجن نفسها دائما بعيدا عن الناس وجائتها الفرصة لتشاهد عالما اخر وتخرج من قوقعتها واثناء هذا العام تعلمت جيدا ما اهمية الحياة حاولت ان تحدد لها هدفا اسمى من ان تكون بائعة في مكان متواضع كهذا ;وقد اتسمت جميلة بان لها قلماً مبدعا في تصوير الوحات الفنية التي تعبر عن الكثير من الموضوعات وفي اوقات فراغها في العمل كانت تقرأ الكثير وتتابع الكثير وتترك قلمها يصور ما يرسمه عقلها ,وتجسده على ورقها.
وكم تمنت ان تكون احدى الفنانات اللاتي يعرضن لوحاتهن في معارض فنيه وكان عملها يعترض تحقيق ذلك لانه يستهلك وقتها وجهدها وكم كانت فرحة بانها ستجد اخيرا وقتاً لتحقيق حلما من احلامها المتصارعة بداخلها لها عاما بطوله.
ويقاطعها هذه المرة خالها ليبلغها انه مر الوقت وحان ميعاد انصرافها ,انطلقت مودعة خالها للقائه غدا وذكرته انه اخر يوما لها في العمل.
واثناء تأملها لموجات البحر الضاربة لصخور الشاطئ و السماء الذي يغلب عليها اللون الاحمر الجميل ويتدرج فيها الالوان الدافئة في وقت الغروب من شباك السيارة التي تركبها في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عودتها الي منزلها زادها شعورا بأن البحر والسماء والشمس يشاركوها احساسها بالبهجه لاقترابها من بداية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], و انتهائها من مرحلة مرهقة في حياتها.