عند وصف الكورتزون علاجاً للمريض فإن هذا المريض يستغرب ويخاف بسبب الانطباع السائد لدى الناس بأن هذا الدواء دواء خطير وله مضاعفات سيئة.
فما هو السر وراء ذلك ومن الذي ادخل المعلومات الخاطئة في رؤوس عامة الناس حول هذا العلاج الهام؟
فعلاج الكورتزون معروف منذ زمن بعيد وهو مادة تفرز عند الانسان الطبيعي من الغدة فوق الكلوية وهي مادة ضرورية جداً لحياة الانسان وبخاصة في حالات التوتر الشديد اذ ان زيادة او نقص الافراز قد تؤدي الى امراض معروفة ربما تكون قاتلة.
وقد استخدم الكورتزون كعلاج منذ عشرات السنين وأفاد في انقاذ حياة الملايين من البشر وبنفس الوقت فقد ادى الى مضاعفات كثيرة ومعروفة لدى الأطباء والعامة.
ومن المعلوم أن الكورتزون قد استخدم كعلاج في الاختصاصات ا لطبية كافة مثل أمراض الدماغ والاعصاب، أمراض القلب، وامراض الجهاز التنفسي، امراض الجهاز الهضمي، امراض الدم والأورام السرطانية، ولكن وبدون شك فإن اكثر استعمالاته كانت في امراض الروماتيزم والمناعة.
حيث انه علاج فعال ومهم ويمنع حدوث النزف ويقلل من احتمال الفشل الكلوي والجلطات الدماغية.
اما في حالة التهاب الاوعية الدموية المناعي فهو يودي الى المحافظة على الاعضاء الهامة من التلف كالدماغ والقلب والرئتين والكلى والجهاز الهمضي.
وهناك عدد آخر من الامراض الرثوية كالتهاب المفاصل الريثائي الذي اثبت عقار الكورتزون انه فعال جداً في علاج الالام المبرحة المرافقة لهذا المرض.
هذا من حيث الفوائد اما المضاعفات فهي ايضاً كثيرة وتعتمد على الفترة الزمنية لاستعمال العلاج وكذلك على الجرعة المعطاة.
من المضاعفات ما هو سريع الحدوث ومنها ومضاعفات تحدث على المدى الطويل:
فهناك خطورة من احتمال ارتفاع السكر في دم المرضى المصابين بالسكري وكذلك هؤلاء الذين لديهم استعداد وراثي لمرض السكري.
كما أنه تحدث بعض التغيرات في الوجه فيبدو مستديراً كالقمر وكذلك يظهر طفح جلدي كحب الشباب على الجسد.
كما أن استعمال جرعات عالية من هذا الدواء قد يؤدي الى نقص او زيادة في بعض املاح الدم.
وهناك أيضاً زيادة في نسبة الاصابة بالالتهابات الجرثومية بسبب ان الكورتزون علاج مثبط للمناعة.
أما على المدى الطويل فربما ادى استعمال الكورتزون الى هشاشة في العظم وهذا الخطر موجود في حالة استعمال العلاج لمدة اطول من ستة شهور وبجرعة اكثر من 5.7 ملغم ويمكن تلافي هذا الخطر باعطاء المريض جرعات من الكالسيوم وفيتامين (د).
كيف نتلافى مضاعفات الكورتزون؟
1- يجب ألا يوصف علاج الكورتزون الا من الطبيب وفي الحالات التي يحتاجها المريض وعلى المرضى متابعة العلاج مع الطبيب وعدم تغيير الجرعة او ايقافها الا بأمره.
2- يجب عدم الاستماع لغير المختصين بشأن العلاج.
3- يجب ابقاء جرعة العلاج بأدنى كمية تسيطر على المرض ولاقصر فترة ممكنة.
4- ان اعطاء العلاج في الصباح في التاسعة صباحاً هو أنسب وقت لتفادي المضاعفات وهي الفترة التي يقوم الجسم فيها بافراز الهورمون.
5- يجب عدم ايقاف العلاج بصورة مفاجئة.
6- اذا كان المريض سيتناول العلاج لفترة تزيد عن (6) شهور وبجرعة اكثر من 5.7 ملغم -فيجب أن يوصف له الكالسيوم وفيتامين (د) وكذلك أن يجري له اشعة لقياس كثافة العظام.
وأخيراً فان هذا العلاج كما ذكرنا من قبل قد انقذ حياة ملايين المرضى واذا وصف في مكانة وللفترة الزمنية اللازمة وبأقل جرعة ممكنة فإنه بلا شك من اكثر العلاجات فائدة للمرضى.